روائع مختارة | واحة الأسرة | عش الزوجية | مساعدة الزوجة...بين السنة النبوية والتقاليد

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > عش الزوجية > مساعدة الزوجة...بين السنة النبوية والتقاليد


  مساعدة الزوجة...بين السنة النبوية والتقاليد
     عدد مرات المشاهدة: 3061        عدد مرات الإرسال: 0

كثيرا ما يخطر لي أن أتأمل هذا النص بإبتسامة عارمة:

روى البخاريّ في صحيحه قال: عندما سئلت سيدتنا عَائِشَةَ رضي الله عنها، مَا كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِى الْبَيْتِ؟ قَالَتْ: كَانَ يَكُونُ فِى مِهْنَةِ أَهْلِهِ، فَإِذَا سَمِعَ الأذَانَ خَرَج.

وكنت دوما أحدث نفسي وأنا أتأمله قائلة لها:

أليست هي سنة نبوية إذن؟!.. لم لا يحيي الرجال تلك السنة وأمثالها؟!.. لم يتغنون بسنة التعدد ويتلهفون لتطبيقها دون غيرها من السنن الكثيرة التي تسعدنا نحن النساء ومن نشكل نصف المجتمع بل وينعكس أثرها على العائلة بأكملها والبيوت وبالتالي على المجتمع المسلم؟!.

[] معوقات وشجون:

لا أنكر أنني رأيت من الرجال من يساعد زوجته، وكان يفعل هذا تدينا وطلبا لرضا الخالق سبحانه، أو كنوع من الإنسانية وتجسيدا للخلق الكريم والشهامة التي تحكمها رحمة وشجاعة سكنت في قلب صاحبها.

المشكلة هنا تأتي من الآخرين لا من هذا الشاب أو الزوج الذي كسر قاعدة الموروثات البعيدة عن روح الإسلام فلو خرجت القصة خارج جدران البيت الصماء لإفتضح بشهامته.. ولاكت الألسن سيرته.. ولإبتدأ الأمر من والدته وأخواته.. وإنتهى عند رفاق الوظيفة والمقهى يتندرون بكونه منقاد لزوجته.. وعبد مأمور في بيته.. وأنه عديم الشخصية فاقد الرجولة، وهنا يتحطم جدار الصبر على الأغلب فيترك ما كان يقصده من ثواب وبر ورحمة.

والأمر الثاني هو ذلك الكسل المنزلي الذي ربينا عليه نحن الأمهات أولادنا الذكور عليه عندما عودناهم أن المهام المنزلية هي من إختصاص الفتيات فيه، وعاملناهم معاملة ذوي الإحتياجات الخاصة فصدقوا الأمر وإعتادوا أن تخدمهم النساء، وأذكر يوما أنّبت فيه نفسي عندما طلبت من ابنتي أن تسكب لأخيها طبقا من المخلل لأنه كان يعد مائدة لأصحابه وتخيلت أنا أن هذه المهمة ستكون صعبة عليه.

المشكلة الثالثة هي تلك المرأة التقليدية التي لا تكف عن التبجح بأن مهام المنزل منوطة بالمرأة وحدها وأنها تدلل زوجها كملك على عرشه، ثم تسوق للفكرة وتسوغ لها فتبث في قلوب الرجال قناعة بالأمر، وفي قلوب النساء خوفا ورعبا من فكرة طلبها للمساعدة من زوجها في أشد حالاتها ضعفا وحاجة إليه خوفا من نساء التقاليد -كما أسميهن- وليتها تقاليد متعلقة بأطراف ديننا بل تنافيها وتخالف تعاليمه.

[] حصاد المساعدة:

أمور رائعة مبهجة تلك التي يجنيها الزوج من همته ومساعدته لزوجته أذكر منها:

حبها وإمتنانها له فالإنسان أسير للإحسان والمرأة لابد ستكون ممتنة لمن يشفق عليها بالفعل لا بالقول وحسب، وهذا بالتأكيد سينعكس على تعاملها معه ومع الأولاد عندما تشعر بحبه وحنانه.

ستبدو به أجمل فلا شئ يزيد المرأة حسنا وجمالاً أكثر من شعورها بأنها معشوقة لرجل تحبه، وهل يفسر الحب بغير الإهتمام والحنان.

ستحتفظ بنضارتها وشبابها وأناقتها وستجد وقتاً كافياً للإهتمام بنفسها وسيكون بالتأكيد سعيداً بها، وسيبقى الحب مشتعلا بعطفه وإمتنانها وإهتمامها بنفسها.

سيكسب أجر إحياء سنة.. ومرضاة الخالق سبحانه.. وسيعلم أولاده معنى أن تكون إنسانا وشفوقاً.. وأن تمتلك الكثير من حسن الخلق.. وأن تكون أبا تدير الدفة في الوقت عينه.

مما لا شك فيه أن العلاقة السعيدة الهانئة بين الزوجين وراحة المرأة ستنعكس بشكل إيجابي على نفسية الأولاد، وعطاء الأسرة ككل، وستبدو مظاهر البهجة جلية واضحة في كل ركن من أركان المنزل.

وهي كذلك ستسهل إندماج الأب في أجواء عائلته الغريبة عن الأب المنعزل عنهم بعمله وصداقاته.. البعيد عن مشاركتهم تعبهم وآلامهم قبل فرحهم وإحتفالاتهم.

[] أعمال تليق بالرجال:

قد يتساءل البعض بسخرية قائلا:

ـ وهل من عمل منزلي يليق بالرجولة؟

و نجيب:

•= بلى... يليق بالرجولة ما كان لائقا على نبي الأمة صلى الله عليه وسلم عندما كان يكنس بيته ويخصف نعله ويرفو ثوبه.. وعندما عمل في طهو الطعام للصحابة يوما..

وهناك الكثير من الأعمال البسيطة غير المعقدة لكنها تستهلك وقت الزوجة وجهدها ومن الممكن أن يعتاد الرجل عليها فتكون له خيرا وسعادة:

= كأن يساعد في إعداد مائدة الفطور بينما تقوم زوجته بتجهيز الأولاد نحو مدارسهم..

= ومنها أن يساعد في تدريسهم وإيقاظهم لأداء صلاة الفجر، والإستيقاظ كذلك صباحا بهدف الذهاب للمدرسة..

= ومنها أن يعد قهوة الصباح والعصر حباً وإمتنانا..

= ومنها أن ينظف ما قام ببعثرته وترتيب فوضاه..

= وقد تكون المساعدة في تبادل السهر معها عندما يكون الأولاد صغاراً أو مرضى

وكلها أعمال سهلة ذات أجر لو توجتها النية الصالحة.

* و لكن حذار:

حذار هنا أيتها المرأة التي منحها الله زوجا يقوم بمساعدتها من التبجح بالأمر عند من لم يرزقها الله مثله فتسلبين تلك المنحة الإلهية.

وحذار من أن يعمل هو في مساعدتك بينما تتركين أنت مهامك وتهمليها، بل إجعلي من مساعدته دافعا لك للوصول إلى الكمال.

وحذار من أن تنسي شكره ومكافأته وتقدير ما فعله من أجلك أنت.

الكاتب: عبير النحاس.

المصدر: موقع رسالة المرأة.